السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
بسم الله الرحمان الرحيم
ان الحمد لله ، نحمده و نستعينه ، و نستغفره ، و نعوذ بالله
من شرور انفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له
و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا
عبده و رسوله صلى الله عليه و على آله و أصحابه و من تبعهم
بإحسان الى يوم الديـــن ، أما بعد ...
قدَّم الرسول صلى الله عيه وسلم بِرَّ الوالدان على الجهاد في سبيل الله.
روى البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؟ قَالَ : " الصَّلاةُ على وَقْتِهَا " ، قُلْتُ : ثُمَّ أَيُّ ؟ قَالَ : " بِرُّ الْوَالِدَيْنِ " ، قُلْتُ : ثُمَّ أَيُّ ؟ قَالَ : " الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " .
ثبت في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال لرجل استأذنه في الجهاد: "أَحَيٌّ والداك"؟! قال: نعم، قال: "ففيهما فجاهد" (رواه البخاري).
وفي لفظٍ قال الرجل: تركتهما يبكيان فقال له المصطفى: *ارجع فأضحكهما كما ابكيتهما*.
منا مَن توفي والده و منا مَن توفيت والدته, فباب الرجاء لايغلق والامل في الله لا ينقطع ,حتى لو كان أحدنا عاقا في حياة الوالدين, فليُجَدَّد و ليُغَيِّر العقوق الى بر.
أين الوالدان؟ ماتا الوالدان !!! لازال هناك أمل,والامل في الله لاينقطع, وباب البر مفتوحا .
روى الإمام أحمد في مسنده و أبو داوود في سننه وابن حبان والترميدي وغيرهم مِن حديث أبي أسيد مالك بن ربيعة الساعدي- رضي الله عنه- قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذ جاء رجل من بني سلمة، فقال: يا رسول الله، هل بقيَ من برِّ أبويَّ شيءٌ أبرهما به بعد موتهما ؟!
قال:"نعم..الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما" (رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة والحاكم)
العقوق كبيرة من الكبائر و علامة من علامات الساعة بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا).ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أسأل الله سبحانه و تعالى أن يبارك في والدينا جميعا, و أن يرحمهما في الدنيا والاخرة, اللهم مَن كان مِن والدينا بين يديك فتغمَّده برحمتك وأسكنه فسيح جنتك،ومَن كان حيَّاً فأحيه على طاعتك وتوفنا معه على سُنَّة نبيك وعلى مِلَّتك يا أرحم الراحمين.