السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
رسالة إلى الشباب (5)
التصرف بدون عقلانية و التهور
هي بعض الصفات التي نراها في كثير من الشباب
مما ينتج عنه عواقب وخيمة و أخرى كارثية
لتكون لها أثار وخيمة و سلبية على طول الخط.
سأروي قصة عن حادثة
ربما سمعه بها الكثير و هناك من يكون شاهد عليها
بينما يكون الإنسان جالس في المقهى
يجد فيه الكثير من الشباب و من مختلف الأعمار
هناك من يجلس ينتظر صديق
و هناك من يجلس مع أصدقائه لتبادل أطراف الحديث.
ليمضي الوقت و يسمع الصراخ بجانبه أو في الطاولة التي تُقابله
صديقين يتخاصمان مع بعضهما
قد يكون السبب من أجل كرة القدم
أو أحدهما يُدين بمبلغ من المال للطرف الأخر
ليتطور ذلك الشجار بالأيادي
و لا ينتهي إلا بإبعادهما عن بعضهما
إلى حد الأن الأمر عادي
و لكن قد يحصل موقف أخر و هو أن يطعن أحدهما الأخر
ليختار الهروب بعد ذلك و يختفي على الأنظار
بينما صديقه غارق في بركة من الدماء
و ما إن يتم أخذه إلى المشفى ، يلفظ أنفاسه الأخيرة و يُفارق الحياة
هذه أحد أثار السلبية التي تأتي عن طريق العصبية و التهور
فبدل البحث عن حلول ناجعة و التفاهم بعقلانية
تنتهي القصة بموت أحدهما و دخول الثاني إلى السجن
إلى قصة أخرى لا تختلف عن السابقة إلا في بعض التفاصيل
شاب في سن المراهقة يعود إلى بيتهم و هو في حالة سكر
لا يجد فيه إلا أخته التي هي أصغر منه بثلاث سنوات
و لا يتواجد أي شخص أخر في البيت
ليطلب منها أن تعطيه هاتفها النقال لحاجته به
فترفض ذلك
و بينما هو يدور الحديث بينهما و هي واقفة على شرفة البيت
يقوم برميها من فوقه
و ما إن إجتمع الناس و حملوها إلى المشفى
لفظت أنفاسها الأخيرة
و لكن المشكلة التي حدثت بعدها
هي أنه بعد أخذ هذا الشاب إلى مقر الشرطة و التحقيق معه
لم يتوقف عن الضحك
لأنه في حالة سكر و غير واعي بما يدور حوله.
هذه بعض الحالات التي كان أبطالها بعض الشباب
بتصرفاتهم غير عقلانية و نهاية كل قصة كان مأساوي.
في النهاية
الإنسان لا يحتاج أن يكون حكيماً و لا أن يكون مثالياً بتصرفاته
عليه فقط أن يحرص على أفعاله و على ما يُقدم عليه
فالتصرف بروية و عقل هي أساس نجاح الإنسان في هذه الحياة
و التهور و التصرف بغير عقلانية
له أثار وخيمة و نتائج غير طيبة في النهـاية