أتريد أن تكون داعيا وهااديا دون أن تتكلم
وفي هذا الموضوع جلبت لكم قصة لفتاة من الغرب وبالتحديد من أمريكا عن إهتدائها لدين الله الحنيف بعد طول بحث وعناءٍ ومعاناة بعد أن سخر لها الله من يساعدها على إعتناق دين الفطرة ..
الحكاية منذ البداية :
الحديث يتمحور حول فتاة لعائلة أمريكية يهودية حيث نشأت في بيت أمريكي يهودي في أسرة مفككة و بعد انفصال أباها عن أمها تزوج بإمرأة أخرى أذاقتها أصناف العذاب ، فهربت و هي في السابعة عشرة من ولاية إلى أخرى ولا تنتظر إلا المجهول ...
وبعد هربها التقت بشباب عرب و هم – كما قال لها المشردات الأخريات – كرماء , و ما على إحداهن إلا الابتسام في وجههم حتى تنال عشاء ، وتأوي ليلتها تحت سقف دافئ وعلى فراش مريح ... !!!
و طلبن منها رفيقاتها أن تفعل مثلهن وتلبي رغبات هؤلاء الشباب العرب في تحقيق شهواتهم الشيطانية , ففعلت على كرهٍ منها وكانت تبتسم في وجوههم ولكنها عند حلول المساء كانت تهرب فلم تكن تحب مثل هذه العلاقات ثم إنها كانت تكره العرب لما سمعته عنهم من الإعلام والمجتمع الذي كانت تعيش فيهِ , وهربت حتى اوت إلى بيتٍ مهجور ...
لم تكن سعيدة بحياتها و لم تشعر بالأمان ، وغالباً ما كانت تشعر بالضيق والضياع فهي لم تهرب من جحيم زوجة الأب إلى جحيم تلبية رغبات الشباب وشهواتهم , بل هربت لكي تنال حريتها وتشعر بالكرامة والعزة ...
لجأت إلى الدين لكي تشعر بالروحانية و لتستمد منه قوة دافعة في الحياة ، و لكن دينها اليهودي لم يكن مقنعاً حسب ما رأت هي بل ووجدته دينا لا يحترم المرأة حسب وجهة نظرها ولا يحترم الإنسانية و لم تجد فيه بغيتها لأنه مليء بالخرافات والأساطير , فتنصرت هذه الفتاة وكانت النصرانية أكثر تناقضاً في أشياء لا يصدقها عقل و يطلبون منها التسليم بها ، سألت كثيرا كيف يقتل الرب ابنه ؟ كيف ينجب ؟ كيف يكون لديننا ثلاثة آلهة و لا نرى أحداً منهم ، احتارت الفتاة و تركت كل شيء و تركت التدين ولكنها كانت تعلم أن للعالَم خالَقاً . و كانت في كل ليلة تفكر حتى الصباح .
في ليلة كانت كئيبة مثل كل لياليها و في وقت السحر كانت على وشك الانتحار من سوء حالتها النفسية ، كانت في الحضيض لا شيء له معنى بالنسبة لها ، المطر يهطل بغزارة السُحب تتراكم و كأنها سجن يحيط بها ، و تصورت وكأن الكون حوليها يقتلها
أطلت من نافذة في البيت المهجور الذي تعيش فيهِ ووجدت نفسها تتضرع لله قائلةً : " يا رب أعرف أنك هنا أعرف أنك تحبني ، أنا سجينة ،،، أنا مخلوقتك الضعيفة أرشدني إلى الطريق ، رباه إما أن ترشدني أو تقتلني " وكانت تبكي بحرقة حتى غفت
وفي الصباح صحت بقلبٍ منشرح على غير العادة وخرجت كعادتها تتسول وتسعى للرزق لعل أحدهم يشفق ويدفع تكاليف فطورها أوأنها تقوم بغسل صحونه فتتقاضى أجرها , وبينما هي تبحث عمن تجد فطورها عنده التقت بشابٍ عربي تحدثت إليه طويلا و طلب منها بعد الإفطار أن تذهب معه إلى بيته ، بل وعرض عليها أن تعيش معه لأنه وحيد وهي وحيدة وتعيش في بيتٍ مهجور فوافقت على عرضه ورافقته إلى بيته على الرغم من كرهها للعرب ولكن هذا هو الخيار الوحيد امامها بعدما جربت كل الوسائل ..
وبينما هما يتناولان وجبة الغداء ويشربان ويضحكان دخل عليهما شاب ملتح اسمه سعد كما عرفت من جليسها الذي هتف باسمه متفاجئا ، أخذ هذا الشاب بيد صديقي وطرده ، وهي بقيت ترتعد خوفاً قائلةً في نفسها أنها أمام إرهابي وجها لوجه !! ولكنه لم يفعل شيئا مخيفا ، بل طلب منها و بكل أدب أن تذهب إلى بيتها . فقالت له : "لا بيت لي فأنا مشردة " ، نظر نحوها بحزن استشعرته هي في قسمات وجهه ، و قال : " حسناً إبقي هنا هذه الليلة – وقد كان البرد قارساً – و في الغد ارحلي, و خذي هذا المبلغ ينفعك ريثما تجدين عملا "، و همَّ بالخروج فاستوقفته و قالت له :" شكرا ، فلتبقَ أنت هنا و سأخرج أنا ، و لكن لي رجاء"
فقال لها سعد : " تفضلي وما هو رجاؤكِ ..؟ "
فقالت : "أريد أن تحدثني عن أسباب تصرفك مع صديقك و معي .. "
فجلس سعد وأخذ يحدثها وعيناه في الأرض فقال لها :"إنه الإسلام يحرم المحرمات ويُحل الحلال ، و يحرم الخلوة بالنساء و شرب الخمر و يحثنا على الإحسان إلى الناس و على حُسن الخلق "
تعجبت الفتاة وقالت في نفسها : "أهؤلاء الذين يقال إنهم إرهابيون ؟! لقد كنت أظنهم يحملون مسدسات ، و يقتلون كل من يقابلون … هكذا علمني الإعلام الأمريكي ..! "
ثم قالت له : "أريد أن أعرف أكثر عن الإسلام ,هل لك أن تخبرني ؟؟ "
قال لها : "سأذهب بك إلى عائلة مسلمة متدينة تعيش هنا ، أعلم أنهم سيعلمونك خير تعليم"
فانطلق بها سعد في اليوم التالي إليهم ، وفي الساعة العاشرة كانت في بيتهم حيث رحبوا بها وأخذت تسأل وتسأل ، والدكتور سليمان ربُّ الأسرة يجيب حتى اقتنعت تماما بكل ما قال وعلمت أنها وجدت ما كانت تبحث عنه ، دينٌ صريح واضح متوافق مع الفطرة لم تجد أية صعوبة في تصديق أي شيء مما سمعت .. كله حق , أحست بنشوة لا تُضاهى حينما أعلنت إسلامها وارتديت الحجاب من فورها وبرغبتها في نفس اليوم الذي صحوت فيه منشرحة…..
في الساعة الواحدة مساء أخذتها السيدة ربّة المنزل إلى أجمل غرف البيت و قالت لها : "هيَ لكِ ، ابقي فيها ما شئت" ثم رأتها تنظر إلى النافذة و تبتسم ودموعها تنهمر على خدها , سألتها عن السبب ؟؟
فقالت لها: إنني كنت بالأمس في مثل هذا الوقت تماماً أقف إلى نافذة و أتضرع إلى الله ربي : إما أن تدلني على الطريق الحق و إما أن تميتني .. لقد دلني و أكرمني و أنا الآن مسلمة مكرمة أعرف ربي وأعرف طريقي إليه الإسلام هو الطريق .. الإسلام هو الطريق , وأخذت السيدة تبكي معي و تحتضنهاـ
الحكمة من القصة السابقة :
هذه القصة ذكرت في صحيفة الوطن الليبية في يوم 9-9-2011 , ومما يتضح لنا من القصة السابقة أن هذا الدين العظيم الإسلام إذا و جد من يعرضه عرضاً صحيحاً سليماً فإن النفوس بفطرته تقبل عليه أيا كان دينه , قال تعالى في سورة الروم الآية 30 : " أقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون " , وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ ، كَمَا تُنَاتَجُ الإِبِلُ مِنْ بَهِيمَةٍ جَمْعَاءَ ، هَلْ تُحِسُّ فِيهَا مِن جَدْعَاءَ ؟ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَرَأَيْتَ الَّذِي يَمُوتُ وَهُوَ صَغِيرٌ ؟ قَالَ : اللَّهُ أَعْلَمُ
بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ.
بالنهاية : لا أطلب إلا أن نكون سفراء لهذا الدين العظيم , وأن نقدمه للناس خير تقديم من خلال تصرفاتنا اخلاقنا وأعمالنا , وأسأل الله العظيم أن يهدي البشرية جمعاء إلى دين الحق والصواب ودين الفطرة , وأحببت أن أختم هذه التدوينة بهذه الأبيات التي أعجبتني :
فيَا عَجَباً كيف يُعْصَى الإلهُ ... أم كيف يَجْحَدُه الجاحدُ؟!
وللهِ في كل تحريكةٍ ... وتسكينةٍ أبداً شاهدُ
وفي كُلِّ شَيءٍ له آيةٌ ... تَدُلُّ على أنَّه واحِدُ
موضوع: أتريد أن تكون داعيا وهااديا دون أن تتكلم 
الجمعة مارس 22, 2013 9:12 am
